عرفتك انت
الشاعر السوداني: التجاني حسين دفع السيد
عرفتك أنت يا عربية تزهو عزيمتها
ومسلمة تصلي منذ نشأتها
وتدعو الله أن يأتي بأبناء لها خرجوا
وتتلو الفتح والفرقان والشعراء والبقرة
عرفتك أنت يا أختي المسيحية
ويا قديستي السمراء يا روحي
أتيتُك من عيون الفجر رمحاً يقهر الأعداء
ويبعد عنك كل جحافل الدخلاء
أتيتك من ذرى قوميتي العربية الشماء
أحس بأنني درع لأبنائك
وأني ضمن أشيائك
وأنك رايتي وأميرتي وحبيبتي السمراء
وأشعر أنني أهواك حتى الموت يا عذراء
عرفتك أنت يا عربية العينين والكلمات
فكوني كبرياء الحب كوني وثبة الشرفاء
وكوني منبع الأحرار مصنع الثورة
وكوني النار والجمرة
وكوني في قلوب الناس عاصفةً وبركاناً
وكوني تحت جلد الناس عاطفة وشرياناً
وكوني عند أعينهم رموشاً يا مُقيدتي
ولاتبكي على أحد من الشهداء
ولاتبقي على أحد من الأعداء
ولاتحركي بالليل وحدك يا معذبتي
ولاتذري بهذي الأرض من وجع ومن أشياء
صياحُك في صحاري الموت يؤلمني
ويدفعني لأن آتيك مثل مظلة الزمن
أعانق جيدك الممدود مثل غزالة الوادي
أغازل شعرك الذهبي
وألثم ثغرك العربي
وأكتب عنك أنت حبيبتي الأولى
وبعدك لايكونُ الحب غير القشر يا أختي
لأنك أنت يا معشوقتي معنى وجود مذلتي وغدي
وأنت كرامتي ودمي
ولي في وجهك المذبوح أحلامٌ طفولية
ولي مستقبل في جرحك المشرع
وأنت حمامتي ومظلتي وثمار أشجاري
وأنت لهيب أشعاري
وزاد العمر يا بوابة التاريخ يا قدري
سأحمل كل أحزان الملايين التي تكدح
وتحصد في نهايتها حقول الذل والحرمان
وتحضنُ تحت أضلعها دم البُركان
وحين يُفجرُ الشرفاء من أعماقهم ثورة
يسير الناس كل الناس نحو الوحدة الكبرى
عرفتك أنت طيبة
ومشرقة كوجه الشمس ياأختي
عرفتك في جوار البحر حارسة لظهر الموطن العربي
وواقفة كأي منارة شرقية في الساحل الغربي
عيونك كبرياء الجرح والألم
وثغرك عنفوان الحزن والنغم
ووجهك ساطع بدمي
وشعرك مثل أمواج المحيط يصارع الشاطئ
ولونك أسمر كالنيل يبدو كالفرات وكضفة الأردن
وأنت جملية كالليل في صحرائنا الكبري
سأعشق فيك بسمتك التي تسحر
وطلعتك التي تجهر
وضحكتك التي تبهر
ومشيتك التي تنساب كالتحرير كالعودة
عرفتك أنت ثائرة وعاصفة يسارية
وبركاناً وزلزالاً وإعصاراً
إليك أزف هذي الشمس إجلالاً وإكباراً
وأكتب عنك أنت دم وإصرار وحرية
أحبك بإسم إرهاقك
وبإسم دموع أبنائك
وبإسم الوجد بإسم الطير ياأختي
يغني أغنيات الحزن فوق غصون أشجارك
أحبك بإسم من قتلوا ومن جرحوا ومن صلبوا
ومن طردوا بحد السيف من دارك
سلامك كان يشغلُني
ولازالت رماح العدل في كفي
أقول لمن أراد اليوم طمس ملامح البسطاء
إرتريون نحن ووجهنا العربي لايقهر
وايدينا ستفلح في المدى الصحراء
تحصد زرعنا الأخضر
دمي ينصب فيك سحابة زرقاء ياأختي
وشرياني يصير كحبل مشنقة لأعدائك
ورأس أصابعي خنجر
وأقدامي خيوط الفجر تملأ كل أرجائك
ولحمي الجسر عظمي السيف كفي قوت أحبابك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.