توقيع اول
بليلة شاتية من الليلة الرابعة في الثلث الثالث من ديسمبرلسنوات اربع مرت من ثمانينيات القرن الماضي وفي بقعة نائية في هذا الكون الضيق علي وسعه اعلن القدر ميلادي لابوين نازحين هجرا وطنهما واستقر بهما الحال في مخيم للنازحين الارتريين في السودان الشقيق مخيم اسمه (السوكي) بقعة صارت فيما بعد احب بقاع الله الي نفسي .
كانت صرخة ميلادي تتوازي مع ابن الرومي حين يقول :
لما تاذن الدنيا به من صروفها بكاء الطفل ساعة يولد
ولكن في وجه اخر لا يقل ماساة عن ذا :
وصرخة الميلاد لم اسمعها
قد كنت مشغولا بجلب الماء
مابين هذه التفاصيل نشات وفي داخلي حنين جارف الي وطن لم اتنسم عبق هوائه ولم اكن ادري كنه ذلك الاحساس الذي اقتحم دواخلي دونما استئذان في تلك المرحلة العمرية المبكرة ودموعي تتقاطر علي عتبات :
ارتريا ياجارة البحر
ويا منارة الجنوب
من اجل عينيك الحزينتين
من اجل الجميلتين
ياتي زحفنا من اقدس الدروب
واهاتي تنسكب ادمعا حري في رحاب :
ساغني للصحاري ساغني للجبال
لارتريا الحبيبة
لكل من مات شهيدا او شهيدة
''
''